البقية
قول الكاتب: وفي منطقة (هجار) توجد سلسلة جبلية يقع في قمتها موقع مكتشف وحتى تصل إلى قمته يتطلب ذلك ليس اقل من ساعة ونصف الساعة سيراً على الأقدام.
وهذا المكان المكتشف البعيد يوضح المختصون أن سبب لجوء أجدادنا القدامى في تلك العصور القديمة إلى التحصن في هذه القمم الشاهقة و البعيدة يرجع إلى خوفهم من السباع والوحوش ، وكل ما من شأنه تشكيل الخطر على حياتهم. وفي الجرف المكتشف والمسمى جرف النابرة نجد الجرف الذي يشبه الكهف المفتوح. وهو عبارة عن لوحة رائعة الجمال يمتد طولها 22متراً على الصخر، اشتملت على ملحمة عظيمة من فن التكوين، ورسم الصور، والنحت والخط المسند القديم.وتحكي اللوحة حضارة الإنسان اليمني القديم بأسلوب فني بسيط، يحدد طقوس حياته اليومية من ممارسات، ومناسبات، وحرف، وصناعات، ومهن، كما احتوت اللوحة البديعة على رسومات متنوعة لنساء يرقصن ورجال أيضاً يؤدون حركات معينة، ورسم صور للبقر الوحشي المنقرض، والوعل ذي القرون الطويلة ورجل بيده قوس. ورسم صورة رجل بحجم كبير احتل صدر اللوحة و اشتمل على طلاسم ومربعات وألغاز ربما تكون طلاسم سحرية كان يؤمن بها القدامى، بالإضافة إلى جمل من الخط المسند في مختلف أنحاء اللوحة.
وحول أهمية هذا الموقع بالذات وما يحتويه ، يقول مدير الهيئة بالضالع ، وهو رئيس فريق المسح الأثري:أنه في مديرية قعطبة وتحديداً في منطقة هجار، قام فريق المسح بتسجيل بعض من الحصون والجروف، منها حصن عاد وجرف النمرة، وتركز اهتمام الفريق بالصعود إلى تلك الجروف ،لأن المنطقة مليئة بها، ولابد أن تكون هناك آثار لسكن ربما يعود إلى العصور القديمة وخصوصاً العصور البرونزية. وهذا ما وجدناه عند ما اكتشف الفريق في احد هذه الجروف على قمة جبل جرف يسمى جرف الإبل بعضاً من هذه الرسوم الصخرية باللون الأسود على بعض جدرانه وهي في حالة سيئة ثم على صخرة سوداء مقابل هذه الجرف نقرت رسوم بدائية لوعل ورسوم أخرى ،مما دفعنا فضولنا الأثري إلى البحث عن المزيد، فقادنا ذلك إلى جرف (النابرة) حيث وقفنا مندهشين أمام لوحة فنية تاريخية بديعة على طول امتداد الجرف الذي هو عبارة عن تجويف في بطن قمة الجبل بعمق أكثر من أربعة أمتار، وراتفاع 4.5متر، وامتداد أكثر من 22متراً، ورسمت اللوحة باللون الأحمر لون الدم، وذلك لمجموعة من الحيوانات في أوضاع مختلفة، وفي أحجام متفاوتة.وصور لآدميين، ورسومات لأشكال وخطوط لها تعبيرات ومدلولات مختلفة. وتمثل في نفس الوقت طقوساً وشعائر لأولئك الناس، الذين عاشوا في تلك الحقبة من الزمن، بالإضافة إلى تداخل للكتابة المسندية في أماكن متعددة من هذه للوحة التي تغطي الواجهة لجدار هذا الجرف كله تقريباً. ويعتقد أن هذه الرسومات تعد من أكبر وأغنى اللوحات الجدارية المرسومة والمكتوبة الصخرية أو الكهفية التي تم العثور عليها حتى الآن في اليمن .
وعن هذا الحدث الهام علقت صحيفة الأبزرفر الصادرة باللغة الإنجليزية في يوم السبت الموافق 8/9/2001م قالت فيه:
Largest ever engraving discovered!!
Exclysive AL- Nabrah Cliff in Village in Dhala
Province is believed to be Containing the first and
Largest engraved table all ever found in Yemen.
وقد ألمح الدكتور يوسف عبد الله إلى أن الفترة التي رسمت فيها هذه اللوحة قد تعود إلى الألف الثالث ق.م.
أما المحافظ فقد قال : الاكتشافات الأثرية متناثرة بحيث لا يمر يوم إلا ويأتي أحد المواطنين ليبلغ بحصوله على آثار.
وتحت عنوان : نقلة تاريخية. يقول المستطلع:
وبكل تأكيد فإن هذه الاكتشافات ستحتم إعادة النظر في التاريخ اليمني ككل، وستعيد الإكتشافات في منطقة الضالع النظر في المسلمات الموجودة الآن، والتي تعتبر وكأنها مسلمات في التاريخ اليمني والحضارة اليمنية .أي أن ما كان يعتقد أنه مسلم به سيعاد النظر فيه طبقاً للاكتشافات التي وجدت في محافظة الضالع. وسيعاد النظر في التاريخ اليمني ككل . وقد يقال: بأن في هذا الكلام مغالاة لكن ربما يقول الخبراء في هذا الجانب أكثر مما أوردناه . لهذا نكرر مطالبتنا للجهات ذات العلاقة الاهتمام بمحافظة الضالع لأن الحضارة موجودة في كل مكان ، وعلى بعد20سم ، في باطن الأرض تكتشف الآثار أي أنها ليست مغروسة بعمق كبير. ولقد وجدت هذه الآثار العظيمة في منطقة واحدة فقط. فما بالك إذا ما تم مسح أثري شامل؟!
أما الدكتور يوسف محمد عبد لله فقد قال عن لوحة جرف النابرة وما يمكن أن تضيفه إلى الرصيد التقافي الحضاري اليمني العظيم: فاليمن لم يكتشف فيها رسومات صخرية تشكل لوحة واحدة بذلك الطول وذلك الامتداد الذي وجد في منطقة (هجار) محافظة الضالع، إضافة على أن تلك الرسوم الصخرية الملونة التي عثر عليها في اليمن قليلة مقارنة بما تم اكتشافه، فهذا الكشف إضافة ملموسة ومفيدة لدراسة العصور القديمة في اليمن والجزيرة العربية. وربما يتجاوز أهميتها المستوى الإقليمي. إن هذه الرسوم التاريخية ستسهم في إلقاء الضوء على بدايات تاريخ الفن وتدوين أسلوب معاش الصيد وحياة الناس . كما كانت عليه في تلك العصور الموغلة في القدم. لاحظ أن الجميع ممن كتب وعلق على هذا الكشف الأثري المهم قد أرجعوه إلى العصر الحميري أي أن حمير كانت قبل آلاف السنين من التاريخ المحدد في كتب التاريخ المتداول (السائد) وهو 115ق.م.
المصدر الجمهورية نت
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.algomhoriah.net/newsweekarticle.php?sid=29567